في أجواء ولادة السيّدة زينب (ع) وفي رحاب الذكرى الـ 37 لانتصار الثورة الاسلامية في إيران، وضمن مشروع إكمال الدين وإتمام النعمة الذي تنفّذه المديرية الثقافية في جمعية الامام الحسين بن علي (ع) الخيرية بالتعاون مع بلدية الغبيري، ألقى سماحة السيّد عبدالله فضل الله محاضرة تحت عنوان "النظام العام والمعاملات والأخلاق في الاسلام" وذلك في قاعة احتفالات البلدية أمام حشد كبير من فعاليات الغبيري العائلية والاختيارية والمهتمين تقدّمه رئيس بلدية الغبيري الحاج محمد سعيد الخنسا.

في التفاصيل، بعد تلاوة قرآنية للسيّد حيدر مكي وكلمة ترحيبية من العرّيف الأستاذ ابراهيم وزنه، أسهب السيّد فضل الله في تبيان المسائل المجتمعية محور المحاضرة، لافتاً إلى أن الثورة الايرانية أنتجت عهداً ثقافياً جديداً في النظرة إلى الدين ... "فالاسلام دين وحياة وليس محصوراً بطقوس وعبادات فقط"، ثم بيّن السبل المثالية في تطبيق ومقاربة ما أمرنا به الشرع لناحية تعاطينا مع بعضنا البعض (المعاملات والأخلاق) وفي ضرورة احترام القوانين العامة التي تنظّم حياتنا وعيشنا في المجتمع ومع الناس (النظام العام)، داعياً إلى ضرورة تجذّر المفاهيم والاحكام الشرعية الاسلامية في سياق رؤيتنا للأمور أو من خلال تعاطينا مع بعضنا البعض، ليختم متسائلاً: "لماذا نخضع للقوانين الوضعية ولا ندرك القوانين الآلهية؟ نحن بحاجة إلى صحوة اسلامية ثابتة وربما الى ثورة ثانية".

هذا وتخلل شروحات السيّد، عرض أفلام إرشادية وتوضيحية لكل المحاور التي جاء على تفصيلها.

وفي الختام، توجّه الخنسا شاكراً السيّد فضل الله على أهمّية ما بيّنه من معانٍ وأحكام نابعة من ديننا الاسلامي الحنيف، مستذكراً بعض وقفات الامام الخميني (قدس) في تطبيقه للاخلاق الاسلامية السامية أثناء إقامته في فرنسا وعلاقته مع جيرانه الأجانب، ليختم آملاً أن تسود الأخلاق الاسلامية في مجتمعاتنا "لنكون فعلاً كما أرادنا رسول الله محمد (ص) الذي بُعث ليتمم مكارم الأخلاق .... خير أمّة أخرجت للناس".