برعاية رئيس بلدية الغبيري الحاج محمد سعيد الخنسا وحضوره، نظّمت جمعية البراعم للعمل الخيري والاجتماعي معرضاً ولقاءاً تضامنياً مع أطفال اليمن وفلسطين في قاعة البلدية حيث حضره إلى جانب راعي المناسبة: أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة في لبنان حسن زيدان، الأب عبدو رعد، الشيخ سليم حجاب، عضو الملتقى العالمي لشباب اليمن علي الدرواني، الناشط الاجتماعي علي عقيل خليل، ورئيسة جمعية البراعم الدكتورة ايمان عيسى إلى حشد من الفعاليات الحزبية والانسانية والاجتماعية.

في التفاصيل، وبعد كلمة لعريف المناسبة حربي خليل، وقف الحضور دقيقة صمت مع قراءة الفاتحة عن أرواح الشهداء الأطفال، بعد ذلك تساءل الخنسا في كلمته عن الأسباب التي تدفع بجيوش عربية الى قتل الأطفال والآمنين في بيوتهم فيما كتاب الله يسأل عن المؤودة، وأسلامنا يؤكّد بأن من قتل نفساً بظلم وإفتراء كأنما قتل الناس جميعاً. وتساءل أيضاً "لأي سبب تجيز السياسات المنحرفة قتل اليمنيين وتدمير حضارتهم العريقة ! وما هي الحجج التي ينطلقون منها ليستبيحوا قتل الآف الأبرياء وغالبيتهم من النساء والأطفال؟ أنهم بأفعالهم هذه يكررون مشهدية قتل قابيل لأخيه هابيل، وبصراحة هم يسعون للهيمنة على قرار شعب اليمن العزيز بالقوة والحديد والنار، ربما لو صرفوا تكلفة حروبهم في سياق مساعدة أهل اليمن لكانوا امتلكوا قلوبهم، ونحن نؤكّد بأن اليمن ـ بشعبه وثقافته وحضارته ـ في  القلب، نحن معكم في الفكر وفي السياسة، لقد شنوّا على اليمنيين الحرب لأنهم يرفعون نفس شعاراتنا "الموت لاسرائيل والموت لأمريكا" وهذا ما لم يعجب بعض المتأمريكين... فكانت الحرب، ولا شكّ بأن النصر سيكون حليف الصابرين المؤمنين الثابتين في خط الاسلام المحمدي الأصيل ... حليف اليمنيين حتماً وتجربتنا في المقاومة بمواجهة اسرائيل هي الدرس والمثال، فالحق يعلو ولا يعلى عليه". ولفت الخنسا إلى أن "أطفال اليمن يحاكون في معاناتهم مع الظلم والقهر أطفال فلسطين وشعب فلسطين الأبي، وستبقى فلسطين قضيتنا المركزية مهما حاولوا حرف اهتماماتنا الى غير ساحة، وأذكر أنه في المراحل الأولى لانطلاق حركة النضال الفلسطيني ضد اسرائيل كان اليمنيون يلتحقون بالمئات للمشاركة في هذا الشرف الكبير، وللأسف اسرائيل اليوم مرتاحة من خلال إشعالها الحروب فيما بين العرب والمسلمين وأميركا وأذنابها يتكفلون بصب الزيت فوق النار"، ليختم الخنسا "راية الثورة في مواجهة الظلم والاحتلال في اليمن وفلسطين لن تسقط طالما هناك أجيال تستلمها من الأباء المجاهدين ولا بد لهذا القيد أن ينكسر والليل أن ينجلي".

وفي كلمته، لفت زيدان إلى ان "الظلم والعدل والحق والباطل في صراع مستمر منذ كانت البشرية، ويا ليتهم يقرأون ويعملون بقول الامام علي (ع) إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكّر قدرة الله عليك"، واليوم يجيز الحكام لأنفسهم قتل الناس ظلماً وإفتراءً، والمؤلم أن أطفالنا يقتلون في اليمن وفلسطين وسوريا والعراق دون حسيب أو رقيب أو حتى مساءلة، وهذا ليس من الاسلام بشيء، لذلك ندعو إلى وقف العدوان السعودي المستمر على اليمن، ويجب إفساح المجال أمام اليمنيين لتقرير مصيرهم بعيداً عن أي تدخّل في شؤونهم ووضع حد لهذا النزف البشري، وأطفال فلسطين كما أطفال اليمن يستصرخون أهل العهد والوعد لرفع الظلم عنهم، ويذكّرون من يدفنون رؤوسهم تحت الرمال بقول نبي الرحمة محمد (ص) لو أن رجلاً قُتل بالمشرق فرضي بقتله آخر في المغرب لكان الراضي عند الله شريك في قتله".

من جهته، أفاض الدرواني في استعراض الواقع الميداني داخل اليمن جرّاء استمرار الحرب السعودية الاميركية الصهيونية عليه منذ عشرة اشهر، لافتاً إلى أن "شعارات "الموت لامريكا والموت لاسرائيل" هي السبب المباشر في شن السعودية ـ الأداة ـ الحرب على بلدنا، وليس ذنبنا سوى أننا وقفنا باكراً مع القضية الفلسطينية واليوم ندفع الثمن، النساء والأطفال يقتلون في منازلهم، البنية التحتية تتعرض لتدمير ممنهج، المدارس والملاعب والمستشفيات والمراكز الحكومية كلها أهداف في بنك اهداف الحاقدين، وللأسف سلمان ونتنياهو يتكلّمان نفس العبارات، داعش والقاعدة وبلاك ووتر في نفس غرفة العمليات مع السعوديين والاسرائيليين والامريكيين والفرنسيين، لقد قارب عدد شهدائنا العشرة الآف نصفهم من النساء والأطفال والجرحى عشرين ألفاً وبكل وقاحة يعلنون بأنهم يريدون تحرير اليمن، ممن من أهله؟ هذا زمن قلب الحقائق وسنبقى في الميدان رافعين شعاراً واحداً النصر أو الشهادة".

وختاماً، ألقت الدكتورة عيسى كلمة شكرت فيها المشاركين وخصّت بلدية الغبيري ورئيسها بوقفتهم التضامنية الانسانية والرعائية، وتساءلت عن حقوق الأطفال في فلسطين واليمن وسوريا، ولماذا تشيح الأمم المتحدة بنظرها عن معاناتهم، لتختم صارخة باسمهم "أعيدوا لي طفولتي ما عدت أريد الحياة في بحر من الحروب والدماء".